الحاضر المؤسف يغري الحنين للماضي، بحزن على بات عليه الواقع الحالي، الذي كان في زمن مضى مستقبلا يرتقب أن يكون أفضل، أن يكون بتطور أكبر وإشعاع أبرز، في استغلال تام للامتياز الذي جعلنا سابقا محط اهتمام العالم، باستثناء كان بطله من يحيطون بالرقعة الخضراء، ويمنحون للمباراة قيمتها والجمالية التي ميزتها عن غيرها.

في زمن قريب، كان ديربي البيضاء الجاذب لأنظار العالم، اهتمام منقطع النظير، يتابعون فيه الشغف الكبير والحماس القائم على تاريخ حافل بأحداث تقترن بشقيقين غريمين، وجدا لتحقيق المجد، وفي طريق بحثهما عن هدفها المنشود، كان لزاما عليهما أن يصطدما ببعض، ليتولد إرث الديربي، الذي أصبح مع توالي العقود حكاية متوارثة، تزكى للخلف بمباريات وأحداث خالدة.

بين الحنين والترقب، انتصب خيار إقامة مباريات الديربي بدون جمهور، مستجد أثار أسف أنصار كرة القدم، وأتى على حساب قيمة المواجهة، التي كانت تتقدم مشهد كرة القدم في ماض ليس ببعيد، كان الحديث عنه والاهتمام به يسبق موعده بأيام أو حتى بأسابيع، استعداد وترقب ولا حديث في الوسط إلا عنه وعن التوقعات، إلى حين بلوغه، ومعاينة إبداعات الأنصار من “تيفوهات” ساحرة تحبس الأنفاس وتسلب الأنظار، وتدفع كل متابع لإبداء إعجابه والتصفيق، حتى وإن كان على الغريم.

الإحباط يخيم على أنصار كرة القدم الوطنية بصفة عامة، ليس جمهور الرجاء والوداد فقط، الديربي الذي كان من مصادر إشعاع كرة القدم المغربية، وحدث يستقطب اهتمام العالم، بات مباراة عادية، تقام بين فريقين من ذات المدينة، مدرجات صامتة وأصوات اللاعبين تكسر من حين لآخر الهدوء المزعج للمتابع الذي اعتاد في الديربي على متابعة مباراة الأنصار وإبداعاتهم قبل الاهتمام بما يجري في الميدان.

ديربي آخر بدون جمهور، ومباراة يرتقب أن تكون باردة، لحساسيتها وحذر الفريقين، إلى جانب ضعف أدائهما في الموسم الحالي، ولكن حتى في عزهما، كان الديربي يبرز بجمهوره الذي كان مصدر حماسه وموقد الإثارة والرغبة للاعبين.






Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *